بسم الله الرحمن الرحيم
سأتحدث فيما يلى عن العشق و الابداع و الاصالة .
كلمة عشق ليست مجرد كلمة للإحساس بالجمال ، بل هى كلمة لأسمى معانى حب الانسان لشئ لدرجة انه تم عشقه ، و يرتبط الابداع ارتباطا وثيقاً بالعشق ؛ فإذا عشق الانسان شيئاً فإنه بذلك العشق يصل الى الابداع.
و الاصالة فى الشئ تؤدى الى عشقه و بالتالى الى الابداع فيه ، و اخراج جميع المميزات المتاحة ، و إننى اقصد بالاصالة أن لكل شئ اصل ، فمثلاً نأخذ على سبيل المثال § العود § و اصالته و انه من الآلات القديمة لكن لاصالته يتم عشقه و بالتالى نجد المبدعين فيه ، و نجد من عشاق الاصالة الكثير و الكثير و هم الذين يطربون لسماعة و يحبون كل جديد يُقدم من تلك الآلة الأصيلة .
وإذا اتجهنا الى مجالنا فى كلية الصيدلة فنجد ان الأصالة هى قوامه و عماده ، فعلم الصيدلة من العلوم القديمة و المميزة و التى ساهمت بشكل كبير جدا فى حماية صحة الافراد على مر العصور و انه لولاها لضاعت الكثير من العلوم ، و نجد ان كل من يدرس هذ العلم يهتم بالجانب الطبى اكثر من الكثير من الجوانب الاخرى ، فالصيدلى يلزمه تعلم جميع الامراض و الادوية و تداخلات الادوية مع بعضها ومع الاكل و تاثيرها على صحة الفرد .
فنجد ان كل من عشق هذا العلم فانه ليس من الصعب عليه ان يبدع فيه لما يجد من الفراغ الكبير و الافاق الواسعة و التى تدور فى رؤوس عشاقه لمحاولة تطويره و تحديثه ، فالصيدلى من المفترض ان يكون ملماً بجميع جوانب الحياة الطبى منها و الصناعى و التجارى و الزراعى ايضاً – على اعتبار ان الاعشاب من اختصاصات الصيدلى .
فيجد الصيدلى الكثير من المجالات لكى يبدع فيها ، و من هنا اجتمعت الاصالة و العشق و الابداع فى مجال واحد .
اتمنى ان اعشق هذا المجال و هذا العلم الاصيل اكثر مما انا فيه الان فما زالت هناك الكثير من الابواب المغلقة و التى لن يتم افتتاحها بدون عشقها و الابداع فيها .
اتمنى ان يصل كلامى البسيط و ان لم يكن ذو قيمة الى قلوب و عقول كل من احب مجاله فهى فرصة للابداع.
و لتعلموا ان الابداع لا يتأتى بدون عشق للمجال و التى يرتبط باصالته و جودته و صلاحيته للاستمرار .
من خواطر
د/ محمد سعد جاد
صيدلة الاسكندرية