منتدى مجلة آراء حــــرة

اهلا بكم فى منتدى مجلة آراء حرة
نرجو منكم الاستمتاع بما لدينا
نرجو منكم التسجيل للتواصل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى مجلة آراء حــــرة

اهلا بكم فى منتدى مجلة آراء حرة
نرجو منكم الاستمتاع بما لدينا
نرجو منكم التسجيل للتواصل

منتدى مجلة آراء حــــرة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



    ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام

    newlook852002
    newlook852002
    مشرف جديد
    مشرف جديد


    انثى
    عدد الرسائل : 141
    المهنة : طالبة
    الطاقة :
    ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Left_bar_bleue50 / 10050 / 100ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Right_bar_bleue

    تاريخ التسجيل : 08/02/2008

    نار ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام

    مُساهمة من طرف newlook852002 الأربعاء فبراير 27, 2008 2:55 pm

    ادريس«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

    نبذة:

    كان صديقا نبيا ومن الصابرين، أول نبي بعث في الأرض بعد آدم، وهو أبو جد
    نوح، أنزلت عليه ثلاثون صحيفة، ودعا إلى وحدانية الله وآمن به ألف إنسان،
    وهو أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبسها، وأول من نظر في علم
    النجوم وسيرها.

    سيرته:

    إدريس عليه السلام هو أحد الرسل
    الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابة العزيز، وذكره في بضعة مواطن
    من سور القرآن، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته
    ورسالته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه
    فوصفه بالنبوة والصديقية.

    نسبه :

    هو إدريس بن يارد بن
    مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم عليه السلام واسمه عند العبرانيين
    (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح عليه السلام. وهو
    أول بني آدم أعطي النبوة بعد (آدم) و (شيث) عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق
    أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات لأن
    آدم عمر طويلاً زهاء 1000 ألف سنة.

    حياته:

    وقد أختلف
    العلماء في مولده ونشأته، فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل، وقال آخرون إنه
    ولد بمصر والصحيح الأول، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، ولما كبر
    آتاه الله النبوة فنهي المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة (آدم) و
    (شيث) فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع خفير، فنوى الرحلة عنهم وأمر من أطاعه
    منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا
    مثل (بابل) فقال إذا هاجرنا رزقنا الله غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى
    أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه بمصر
    يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق. وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا
    إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في
    الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية
    الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من
    الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه
    كان في زمانه 72 لساناً يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالى منطقهم
    جميعاً ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم. وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم
    لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها وأنشئت في
    زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمة قوله (خير الدنيا حسرة، وشرها
    ندم) وقوله (السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة)
    وقوله (الصبر مع الإيمان يورث الظفر).

    وفاته:

    وقد
    أُخْتُلِفَ في موته.. فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن
    عطية، عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر فقال له: ما قول
    الله تعالى لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}؟ فقال كعب: أما
    إدريس فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم -
    لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة،
    فقال "له": إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملاً،
    فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه
    ملك الموت منحدراً، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين
    إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض
    روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء
    الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل
    {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}. ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها.
    وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه: كم
    بقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى أنظر، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما
    بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد
    قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.
    وقول ابن أبي
    نجيح عن مجاهد في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إدريس رفع
    ولم يمت كما رفع عيسى. إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ففي هذا نظر، وإن أراد
    أنه رفع حياً إلى السماء ثم قبض هناك. فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار.
    والله أعلم.
    وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ
    مَكَاناً عَلِيّاً} : رفع إلى السماء السادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك.
    والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد وغير
    واحد. وقال الحسن البصري: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إلى
    الجنة، وقال قائلون رفع في حياة أبيه يرد بن مهلاييل والله أعلم. وقد زعم
    بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح بل في زمان بني إسرائيل.
    قال البخاري:
    ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك بما
    جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء: أنه لما مرّ به عليه السلام قال له
    مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم و إبراهيم:
    مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال له
    كما قالا له.
    وهذا لا يدل ولابد، قد لا يكون الراوي حفظه جيداً، أو
    لعله قاله على سبيل الهضم والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما
    انتصب لآدم أبي البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أولي العزم
    بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
    newlook852002
    newlook852002
    مشرف جديد
    مشرف جديد


    انثى
    عدد الرسائل : 141
    المهنة : طالبة
    الطاقة :
    ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Left_bar_bleue50 / 10050 / 100ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Right_bar_bleue

    تاريخ التسجيل : 08/02/2008

    نار رد: ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام

    مُساهمة من طرف newlook852002 الأربعاء فبراير 27, 2008 3:03 pm



    ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Get-2-2008-dcd91s4c


    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
    ثالثاً: ادم«®°
    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»


    ]نبذة:
    أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته
    وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما
    فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما
    بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول
    الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء. سيرته: خلق آدم عليه السلام: أخبر الله
    سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة له في الأرض. فقال الملائكة:
    (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ
    نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ). ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان
    لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة
    هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء
    . . ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق -
    يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . . وهو
    متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون له, ويعبدونه ولا يفترون عن
    عبادته ! هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر
    خلق آدم.. أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم
    قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله،
    لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب .
    لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية
    الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد
    خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا .
    عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور: (إِنِّي
    أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ). وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول
    للملائكة . وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله ، فلا نعلم عنهم سوى
    ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا
    الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما
    يقصها القرآن . أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله
    سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه
    ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود
    تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده. جمع الله
    سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر -
    ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة - ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار
    صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليه
    فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟ سجود الملائكة لآدم: من هذا الصلصال خلق
    الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه .. فتحرك
    جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له ..
    ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد ..
    فهل كان إبليس من الملائكة ? الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما
    عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه
    خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة
    وكان مأموراً بالسجود . أما كيف كان السجود ? وأين ? ومتى ? كل ذلك في علم
    الغيب عند الله . ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً.. فوبّخ الله
    سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ
    لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) .
    فردّ بمنطق يملأه الحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن
    نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) . هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا
    المخلوق المتمرد القبيح: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ)
    وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه
    (مِنْهَا) فهل هي الجنة ? أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز . ولا محل
    للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على
    أمر الله الكريم . قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84)
    لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ
    (85) (ص) هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس:
    (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله
    للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي
    أراد. فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ
    لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ويستدرك فيقول: (إِلَّا عِبَادَكَ
    مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .
    وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين
    . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن
    بلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته
    وكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله
    . هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره
    في الردى والنجاة . فأعلن - سبحانه - إرادته . وحدد المنهج والطريق:
    (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ)
    . فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة
    مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارون
    لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين
    . فأرسل إليهم المنذرين . تعليم آدم الأسماء: ثم يروي القرآن الكريم قصة
    السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهو يسلمه مقاليد
    الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا) . سر القدرة على الرمز
    بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها
    - وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة
    ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة
    الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات ,
    والمشقة في التفاهم والتعامل , حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين
    على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن
    نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل
    . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من
    الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . .
    إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها
    لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . أما
    الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم .
    ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم
    يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . .
    وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود
    علمهم , وهو ما علمهم . . ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء . ثم كان
    هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: (قَالَ أَلَمْ
    أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
    وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) . أراد الله تعالى
    أن يقول للملائكة إنه عَـلِـمَ ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق
    آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه
    إبليس من المعصية والجحود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف..
    وهذا أشرف شيء فيه.. قدرته على التعلم والمعرفة.. كما فهموا السر في أنه
    سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلم والمعرفة.. معرفة
    بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب
    استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.. ويدخل في هذا
    النطاق كل العلوم المادية على الأرض. إن نجاح الإنسان في معرفة هذين
    الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل
    للآخر. سكن آدم وحواء في الجنة: كان آدم يحس الوحدة.. فخلق الله حواء من
    أحد منه، فسمّاها آدم حواء. وأسكنهما الجنة. لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد
    سكت القرآن عن مكانها واختلف المفسرون فيها على خمسة وجوه. قال بعضهم:
    إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة
    المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان. وقال آخرون: إنها
    جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء. وقال غيرهم: إنها جنة من جنات الأرض
    تقع في مكان مرتفع. وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف.. ونحن نختار
    هذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى
    العبرة التي تستخلص مما حدث فيها. لم يعد يحس آدم الوحدة. كان يتحدث مع
    حواء كثيرا. وكان الله قد سمح لهما بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل
    شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة.
    غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس
    إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير
    في نفسه يوما بعد يوم. راح يوسوس إليه يوما بعد يوم: (هَلْ أَدُلُّكَ
    عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) . تسائل أدم بينه وبين
    نفسه. ماذا يحدث لو أكل من الشجرة ..؟ ربما تكون شجرة الخلد حقا، وكل
    إنسان يحب الخلود. ومرت الأيام وآدم وحواء مشغولان بالتفكير في هذه
    الشجرة. ثم قررا يوما أن يأكلا منها. نسيا أن الله حذرهما من الاقتراب
    منها. نسيا أن إبليس عودهما القديم. ومد آدم يده إلى الشجرة وقطف منها
    إحدى الثمار وقدمها لحواء. وأكل الاثنان من الثمرة المحرمة. ليس صحيحا ما
    تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة.
    إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة
    والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء،
    وأخطأ آدم بسبب الفضول. لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح
    عار، وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما
    كل واحد منهما جسده العاري. وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من
    الجنة. هبوط آدم وحواء إلى الأرض: وهبط آدم وحواء إلى الأرض. واستغفرا
    ربهما وتاب إليه. فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها
    ويلوذ بها ... وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما،
    ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث. يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم
    بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك.
    وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة:
    "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة
    خليفة. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما
    يقول العارفون بالله. كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من
    الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان
    الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد
    الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.

    newlook852002
    newlook852002
    مشرف جديد
    مشرف جديد


    انثى
    عدد الرسائل : 141
    المهنة : طالبة
    الطاقة :
    ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Left_bar_bleue50 / 10050 / 100ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Right_bar_bleue

    تاريخ التسجيل : 08/02/2008

    نار رد: ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام

    مُساهمة من طرف newlook852002 الأربعاء فبراير 27, 2008 3:09 pm

    هابيل وقابيل:

    لا يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليه
    السلام في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما
    هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.
    كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا.
    فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد
    زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما
    قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. قال تعالى في سورة
    (المائدة):
    وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ
    قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ
    الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ
    الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا
    أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ
    رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) (المائدة)
    لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:
    إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)
    انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ
    الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من
    دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض.
    كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا
    قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا
    بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته
    إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه
    التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.
    اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل
    كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل
    والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز
    جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.
    قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ
    مُّضِلٌّ مُّبِينٌ) وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما،
    وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا
    يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم
    إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص
    لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.

    موت آدم عليه السلام:

    وكبر آدم. ومرت سنوات وسنوات.. وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب، فقال: إن
    آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال:
    فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس
    والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما
    تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم:
    ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال:
    إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل.
    فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره
    فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.
    وفي
    موته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن
    سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى
    الله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو
    خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من
    نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى
    رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر
    الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال:
    أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال:
    أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد
    فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته".
    newlook852002
    newlook852002
    مشرف جديد
    مشرف جديد


    انثى
    عدد الرسائل : 141
    المهنة : طالبة
    الطاقة :
    ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Left_bar_bleue50 / 10050 / 100ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Right_bar_bleue

    تاريخ التسجيل : 08/02/2008

    نار رد: ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام

    مُساهمة من طرف newlook852002 الأربعاء فبراير 27, 2008 3:10 pm

    .¸.•°®» اسحق«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» نبذة:
    هو ولد سيدنا إبراهيم من زوجته سارة، وقد كانت البشارة بمولده من الملائكة
    لإبراهيم وسارة لما مروا بهم مجتازين ذاهبين إلى مدائن قوم لوط ليدمروها
    عليهم لكفرهم وفجورهم، ذكره الله في القرآن بأنه "غلام عليم" جعله الله
    نبيا يهدي الناس إلى فعل الخيرات، جاء من نسله سيدنا يعقوب. سيرته: لا
    يذكر القرآن الكريم غير ومضات سريعة عن قصة إسحاق.. كان ميلاده حدثا
    خارقا، بشرت به الملائكة، وورد في البشرى اسم ابنه يعقوب.. وقد جاء ميلاده
    بعد سنوات من ولادة أخيه إسماعيل.. ولقد قر قلب سارة بمولد إسحق ومولد
    ابنه يعقوب، عليهما الصلاة والسلام.. غير أننا لا نعرف كيف كانت حياة
    إسحق، ولا نعرف بماذا أجابه قومه.. كل ما نعرفه أن الله أثنى عليه كنبي من
    الصالحين.
    ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Get-2-2008-dcd91s4c «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» اسماعيل«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» نبذة:
    هو ابن إبراهيم البكر وولد السيدة هاجر، سار إبراهيم بهاجر - بأمر من الله
    - حتى وضعها وابنها في موضع مكة وتركهما ومعهما قليل من الماء والتمر ولما
    نفد الزاد جعلت السيدة هاجر تطوف هنا وهناك حتى هداها الله إلى ماء زمزم
    ووفد عليها كثير من الناس حتى جاء أمر الله لسيدنا إبراهيم ببناء الكعبة
    ورفع قواعد البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجر وإبراهيم يبني حتى أتما
    البناء ثم جاء أمر الله بذبح إسماعيل حيث رأى إبراهيم في منامه أنه يذبح
    ابنه فعرض عليه ذلك فقال "يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من
    الصابرين" ففداه الله بذبح عظيم، كان إسماعيل فارسا فهو أول من استأنس
    الخيل وكان صبورا حليما، يقال إنه أول من تحدث بالعربية البينة وكان صادق
    الوعد، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة، وكان ينادي بعبادة الله
    ووحدانيته. سيرته: الاختبار الأول: ذكر الله في كتابه الكريم، ثلاث مشاهد
    من حياة إسماعيل عليه السلام. كل مشهد عبارة عن محنة واختبار لكل من
    إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. أول هذه المشاهد هو أمر الله سبحانه
    وتعالى لإبراهيم بترك إسماعيل وأمه في واد مقفر، لا ماء فيه ولا طعام. فما
    كان من إبراهيم عليه السلام إلا الاستجابة لهذا الأمر الرباني. وهذا بخلاف
    ما ورد في الإسرائيليات من أن إبراهيم حمل ابنه وزوجته لوادي مكة لأن سارة
    -زوجة إبراهيم الأولى- اضطرته لذلك من شدة غيرتها من هاجر. فالمتأمل لسيرة
    إبراهيم عليه السلام، سيجد أنه لم يكن ليتلقّى أوامره من أحد غير الله.
    أنزل زوجته وابنه وتركهما هناك، ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام، وقليلا
    من الماء. ثم استدار وتركهما وسار. أسرعت خلفه زوجته وهي تقول له: يا
    إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء؟ لم يرد عليها
    سيدنا إبراهيم وظل يسير.. عادت تقول له ما قالته وهو صامت.. أخيرا فهمت
    أنه لا يتصرف هكذا من نفسه.. أدركت أن الله أمره بذلك فسألته: هل الله
    أمرك بهذا؟ فقال إبراهيم عليه السلام: نعم. قالت زوجته المؤمنة العظيمة:
    لن نضيع ما دام الله معنا وهو الذي أمرك بهذا. وسار إبراهيم حتى إذا أخفاه
    جبل عنهما وقف ورفع يديه الكريمتين إلى السماء وراح يدعو الله: رَّبَّنَا
    إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ
    بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ
    أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ
    الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) (إبراهيم) لم يكن بيت الله قد
    أعيد بناؤه بعد، لم تكن الكعبة قد بنيت، وكانت هناك حكمة عليا في أمر الله
    سبحانه لإبراهيم، فقد كان إسماعيل -الطفل الذي تُرِكَ مع أمه في هذا
    المكان- ووالده من سيكونان المسؤولان بناء الكعبة فيما بعد.. وكانت حكمة
    الله تقضي أن يسكن أحد في هذا الوادي، لميتد إليه العمران. بعد أن ترك
    إبراهيم زوجته وابنه الرضيع في الصحراء بأيام نفد الماء وانتهى الطعام،
    وجف لبن الأم.. وأحست هاجر وإسماعيل بالعطش. بدأ إسماعيل يبكي من العطش..
    فتركته أمه وانطلقت تبحث عن ماء.. راحت تمشي مسرعة حتى وصلت إلى جبل اسمه
    "الصفا".. فصعدت إليه وراحت تبحث به عن بئر أو إنسان أو قافلة.. لم يكن
    هناك شيء. ونزلت مسرعة من الصفا حتى إذا وصلت إلى الوادي راحت تسعى سعي
    الإنسان المجهد حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى جبل "المروة"، فصعدت إليه
    ونظرت لترى أحدا لكنها لم تر أحدا. وعادت الأم إلى طفلها فوجدته يبكي وقد
    اشتد عطشه.. وأسرعت إلى الصفا فوقفت عليه، وهرولت إلى المروة فنظرت من
    فوقه.. وراحت تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين الصغيرين.. سبع مرات وهي
    تذهب وتعود - ولهذا يذهب الحجاج سبع مرات ويعودون بين الصفا والمروة إحياء
    لذكريات أمهم الأولى ونبيهم العظيم إسماعيل. عادت هاجر بعد المرة السابعة
    وهي مجهدة متعبة تلهث.. وجلست بجوار ابنها الذي كان صوته قد بح من البكاء
    والعطش. وفي هذه اللحظة اليائسة أدركتها رحمة الله، وضرب إسماعيل بقدمه
    الأرض وهو يبكي فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم.. وفار الماء من البئر.. أنقذت
    حياتا الطفل والأم.. راحت الأم تغرف بيدها وهي تشكر الله.. وشربت وسقت
    طفلها وبدأت الحياة تدب في المنطقة.. صدق ظنها حين قالت: لن نضيع ما دام
    الله معنا. وبدأت بعض القوافل تستقر في المنطقة.. وجذب الماء الذي انفجر
    من بئر زمزم عديدا من الناس.. وبدأ العمران يبسط أجنحته على المكان. كانت
    هذه هي المحنة الاولى.. أما المحنة الثانية فهي الذبح. الاختبار الثاني:
    كبر إسماعيل.. وتعلق به قلب إبراهيم.. جاءه العقب على كبر فأحبه.. وابتلى
    الله تعالى إبراهيم بلاء عظيما بسبب هذا الحب. فقد رأى إبراهيم عليه
    السلام في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد إسماعيل. وإبراهيم يعمل أن رؤيا
    الأنبياء وحي. انظر كيف يختبر الله عباده. تأمل أي نوع من أنواع الاختبار.
    نحن أمام نبي قلبه أرحم قلب في الأرض. اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق.
    جاءه ابن على كبر.. وقد طعن هو في السن ولا أمل هناك في أن ينجب. ثم ها هو
    ذا يستسلم للنوم فيرى في المنام أنه يذبح ابنه وبكره ووحيده الذي ليس له
    غيره. أي نوع من الصراع نشب في نفسه. يخطئ من يظن أن صراعا لم ينشأ قط. لا
    يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذي يخلو من الصراع. نشب الصراع في نفس
    إبراهيم.. صراع أثارته عاطفة الأبوة الحانية. لكن إبراهيم لم يسأل عن
    السبب وراء ذبح ابنه. فليس إبراهيم من يسأل ربه عن أوامره. فكر إبراهيم في
    ولده.. ماذا يقول عنه إذا أرقده على الأرض ليذبحه.. الأفضل أن يقول لولده
    ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا. هذا
    أفضل.. انتهى الأمر وذهب إلى ولده (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي
    الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى). انظر إلى تلطفه في
    إبلاغ ولده، وترك الأمر لينظر فيه الابن بالطاعة.. إن الأمر مقضي في نظر
    إبراهيم لأنه وحي من ربه.. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ أجاب إسماعيل:
    هذا أمر يا أبي فبادر بتنفيذه (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ
    سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). تأمل رد الابن.. إنسان
    يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده
    (إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). هو الصبر على أي حال وعلى كل
    حال.. وربما استعذب الابن أن يموت ذبحا بأمر من الله.. ها هو ذا إبراهيم
    يكتشف أن ابنه ينافسه في حب الله. لا نعرف أي مشاعر جاشت في نفس إبراهيم
    بعد استسلام ابنه الصابر. ينقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا إسماعيل راقد على
    الأرض، وجهه في الأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح. وإذا إبراهيم يرفع
    يده بالسكين.. وإذا أمر الله مطاع. (فَلَمَّا أَسْلَمَا) استخدم القرآن
    هذا التعبير.. (فَلَمَّا أَسْلَمَا) هذا هو الإسلام الحقيقي.. تعطي كل
    شيء، فلا يتبقى منك شيء. عندئذ فقط.. وفي اللحظة التي كان السكين فيها
    يتهيأ لإمضاء أمره.. نادى الله إبراهيم.. انتهى اختباره، وفدى الله
    إسماعيل بذبح عظيم - وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد، هم المسلمون.
    صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين. عيدا يذكرهم بمعنى الإسلام الحقيقي الذي
    كان عليه إبراهيم وإسماعيل. خبر زوجة إسماعيل: عاش إسماعيل في شبه الجزيرة
    العربية ما شاء الله له أن يعيش.. روض الخيل واستأنسها واستخدمها، وساعدت
    مياه زمزم على سكنى المنطقة وتعميرها. استقرت بها بعض القوافل.. وسكنتها
    القبائل.. وكبر إسماعيل وتزوج، وزاره إبراهيم فلم يجده في بيته ووجد
    امرأته.. سألها عن عيشهم وحالهم، فشكت إليه من الضيق والشدة. قال لها
    إبراهيم: إذا جاء زوجك مريه أن يغير عتبة بابه.. فلما جاء إسماعيل، ووصفت
    له زوجته الرجل.. قال: هذا أبي وهو يأمرني بفراقك.. الحقي بأهلك. وتزوج
    إسماعيل امرأة ثانية.. زارها إبراهيم، يسألها عن حالها، فحدثته أنهم في
    نعمة وخير.. وطاب صدر إبراهيم بهذه الزوجة لابنه. .
    newlook852002
    newlook852002
    مشرف جديد
    مشرف جديد


    انثى
    عدد الرسائل : 141
    المهنة : طالبة
    الطاقة :
    ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Left_bar_bleue50 / 10050 / 100ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Right_bar_bleue

    تاريخ التسجيل : 08/02/2008

    نار رد: ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام

    مُساهمة من طرف newlook852002 الأربعاء فبراير 27, 2008 3:11 pm

    الاختبار الثالث:

    وها نحن الآن أمام الاختبار الثالث.. اختبار لا يمس إبراهيم وإسماعيل فقط.
    بل يمس ملايين البشر من بعدهم إلى يوم القيامة.. إنها مهمة أوكلها الله
    تعالى لهذين النبيين الكريمين.. مهمة بناء بيت الله تعالى في الأرض.
    كبر إسماعيل.. وبلغ أشده.. وجاءه إبراهيم وقال له: يا إسماعيل.. إن الله
    أمرني بأمر. قال إسماعيل: فاصنع ما أمرك به ربك.. قال إبراهيم: وتعينني؟
    قال: وأعينك. فقال إبراهيم: فإن الله أمرني أن ابني هنا بيتا. أشار بيده
    لصحن منخفض هناك.
    صدر الأمر ببناء بيت الله الحرام.. هو أول بيت وضع
    للناس في الأرض.. وهو أول بيت عبد فيه الإنسان ربه.. ولما كان آدم هو أول
    إنسان هبط إلى الأرض.. فإليه يرجع فضل بنائه أول مرة.. قال العلماء: إن
    آدم بناه وراح يطوف حوله مثلما يطوف الملائكة حول عرش الله تعالى.
    بنى
    آدم خيمة يعبد فيها الله.. شيء طبيعي أن يبني آدم -بوصفه نبيا- بيتا
    لعبادة ربه.. وحفت الرحمة بهذا المكان.. ثم مات آدم ومرت القرون، وطال
    عليه العهد فضاع أثر البيت وخفي مكانه.. وها هو ذا إبراهيم يتلقى الأمر
    ببنائه مرة ثانية.. ليظل في المرة الثانية قائما إلى يوم القيامة إن شاء
    الله. وبدأ بناء الكعبة..
    هدمت الكعبة في التاريخ أكثر من مرة، وكان
    بناؤها يعاد في كل مرة.. فهي باقية منذ عهد إبراهيم إلى اليوم.. وحين بعث
    رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تحقيقا لدعوة إبراهيم.. وجد الرسول الكعبة
    حيث بنيت آخر مرة، وقد قصر الجهد بمن بناها فلم يحفر أساسها كما حفره
    إبراهيم.
    نفهم من هذا إن إبراهيم وإسماعيل بذلا فيها وحدهما جهدا
    استحالت -بعد ذلك- محاكاته على عدد كبير من الرجال.. ولقد صرح الرسول بأنه
    يحب هدمها وإعادتها إلى أساس إبراهيم، لولا قرب عهد القوم بالجاهلية،
    وخشيته أن يفتن الناس هدمها وبناؤها من جديد.. بناؤها بحيث تصل إلى قواعد
    إبراهيم وإسماعيل.
    أي جهد شاق بذله النبيان الكريمان وحدهما؟ كان
    عليهما حفر الأساس لعمق غائر في الأرض، وكان عليهما قطع الحجارة من الجبال
    البعيدة والقريبة، ونقلها بعد ذلك، وتسويتها، وبناؤها وتعليتها.. وكان
    الأمر يستوجب جهد جيل من الرجال، ولكنهما بنياها معا.
    لا نعرف كم هو
    الوقت الذي استغرقه بناء الكعبة، كما نجهل الوقت الذي استغرقه بناء سفينة
    نوح، المهم أن سفينة نوح والكعبة كانتا معا ملاذا للناس ومثوبة وأمنا..
    والكعبة هي سفينة نوح الثابتة على الأرض أبدا.. وهي تنتظر الراغبين في
    النجاة من هول الطوفان دائما.
    لم يحدثنا الله عن زمن بناء الكعبة.. حدثنا عن أمر أخطر وأجدى.. حدثنا عن تجرد نفسية من كان يبنيها.. ودعائه وهو يبنيها:
    وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ
    رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)
    رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً
    مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ
    التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً
    مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
    وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129)
    (البقرة)
    إن أعظم مسلمين على وجه الأرض يومها يدعوان الله أن يتقبل
    عملهما، وأن يجعلهما مسلمين له.. يعرفان أن القلوب بين إصبعين من أصابع
    الرحمن. وتبلغ الرحمة بهما أن يسألا الله أن يخرج من ذريتهما أمة مسلمة له
    سبحانه.. يريدان أن يزيد عدد العابدين الموجودين والطائفين والركع السجود.
    إن دعوة إبراهيم وإسماعيل تكشف عن اهتمامات القلب المؤمن.. إنه يبني لله
    بيته، ومع هذا يشغله أمر العقيدة.. ذلك إيحاء بأن البيت رمز العقيدة. ثم
    يدعوان الله أن يريهم أسلوب العبادة الذي يرضاه، وأن يتوب عليهم فهو
    التواب الرحيم. بعدها يتجاوز اهتمامها هذا الزمن الذي يعيشان فيه..
    يجاوزانه ويدعوان الله أن يبث رسولا لهؤلاء البشر. وتحققت هذه الدعوة
    الأخيرة.. حين بعث محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم.. تحققت بعد
    أزمنة وأزمنة.
    انتهى بناء البيت، وأراد إبراهيم حجرا مميزا، يكون
    علامة خاصة يبدأ منها الطواف حول الكعبة.. أمر إبراهيم إسماعيل أن يأتيه
    بحجر مميز يختلف عن لون حجارة الكعبة.
    سار إسماعيل ملبيا أمر والده..
    حين عاد، كان إبراهيم قد وضع الحجر الأسود في مكانه.. فسأله إسماعيل: من
    الذي أحضره إليك يا أبت؟ فأجاب إبراهيم: أحضره جبريل عليه السلام.
    انتهى بناء الكعبة.. وبدأ طواف الموحدين والمسلمين حولها.. ووقف إبراهيم
    يدعو ربه نفس دعائه من قبل.. أن يجعل أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي
    إلى المكان.. انظر إلى التعبير.. إن الهوى يصور انحدارا لا يقاوم نحو
    شيء.. وقمة ذلك هوى الكعبة. من هذه الدعوة ولد الهوى العميق في نفوس
    المسلمين، رغبة في زيارة البيت الحرام.
    وصار كل من يزور المسجد الحرام
    ويعود إلى بلده.. يحس أنه يزداد عطشا كلما ازداد ريا منه، ويعمق حنينه
    إليه كلما بعد منه، وتجيء أوقات الحج في كل عام.. فينشب الهوى الغامض
    أظافره في القلب نزوعا إلى رؤية البيت، وعطشا إلى بئر زمزم.
    قال تعالى حين جادل المجادلون في إبراهيم وإسماعيل.
    مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ
    حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) (آل عمران)
    عليه الصلاة والسلام.. استجاب الله دعاءه.. وكان إبراهيم أول من سمانا المسلمين
    .




    ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Get-2-2008-dcd91s4c

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
    الياس«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»




    نبذة:

    أرسل إلى أهل بعلبك غربي دمشق فدعاهم إلى عبادة الله وأن يتركوا عبادة صنم كانوا يسمونه بعلا فآذوه، وقال ابن عباس هو عم اليسع.

    سيرته:

    قال تعالى:
    وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ
    أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ
    الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ
    (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ
    اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129)
    سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي
    الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (131)
    (الصافات)
    هذه الآيات القصار هي كل ما يذكره الله تعالى من قصة
    إلياس.. لذلك اختلف المؤرخون في نسبه وفي القوم الذين أرسل إليهم.. فقال
    الطبري أنه إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون.. أما ابن كثير
    فيقول أن إلياس والياسين اسمين لرجل واحد فالعرب تلحق النون في أسماء
    كثيرة وتبدلها من غيرها.

    الروايات المختلفة حول دعوته:

    جاء في تاريخ الطبري عن ابن اسحق ما ملخصه:
    إن الياس عليه السلام لما دعا بني إسرائيل الى نبذ عبادة الأصنام،
    والاستمساك بعبادة الله وحده رفضوه ولم يستجيبوا له، فدعا ربه فقال: اللهم
    إن بني إسرائيل قد أبو إلا الكفر بك والعبادة لغيرك، فغير ما بهم من نعمتك
    فأوحي الله إليه إنا جعلنا أمر أرزاقهم بيدك فأنت الذي تأمر في ذلك، فقال
    إلياس: اللهم فأمسك عليهم المطر فحبس عنهم ثلاث سنين، حتى هلكت الماشية
    والشجر، وجهد الناس جهداً شديداً، وما دعا عليهم استخفي عن أعينهم وكان
    يأتيه رزقه حيث كان فكان بنو إسرائيل كلما وجدوا ربح الخبز في دار قالوا
    هنا إلياس فيطلبونه، وينال أهل المنزل منهم شر وقد أوي ذات مرة إلى بيت
    امرأة من بنى إسرائيل لها ابن يقال له اليسع بن خطوب به ضر فآوته واخفت
    أمره. فدعا ربه لابنها فعافاه من الضر الذي كان به واتبع إلياس وآمن به
    وصدقه ولزمة فكان يذهب معه حيثما ذهب وكان إلياس قد أسن وكبر، وكان اليسع
    غلاماً شاباً ثم إن إلياس قال لبني إسرائيل إذا تركتم عبادة الأصنام دعوات
    الله أن يفرج عنكم فأخرجوا أصنامهم ومحدثاتهم فدعا الله لهم ففرج عنهم
    وأغاثهم، فحييت بلادهم ولكنهم لم يرجعوا عما كانوا عليه ولم يستقيموا فلما
    رأي إلياس منهم دعا ربه أن يقبضه إليه فقبضة ورفعه.
    ويذكر ابن كثير أن
    رسالته كانت لأهل بعلبك غربي دمشق وأنه كان لهم صنم يعبدونه يسمي (بعلا)
    وقد ذكره القرآن الكريم على لسان إلياس حين قال لقومه ( أَتَدْعُونَ
    بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) وَاللَّهَ رَبَّكُمْ
    وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ).
    ويذكر بعض المؤرخين أنه عقب
    انتهاء ملك سليمان بن داود عليه السلام وذلك في سنة 933 قبل الميلاد
    انقسمت مملكة بن إسرائيل إلى قسمين، الأول ، يخضع لملك سلالة سليمان وأول
    ملوكهم رحبعام بن سليمان والثاني يخضع لاحد أسباط افرايم بن يوسف الصديق
    واسم ملكهم جر بعام. وقد تشتت دولة بنى إسرائيل بعد سليمان عليه السلام
    بسبب اختلاف ملوكهم وعظمائهم على السلطة، وبسبب الكفر والضلال الذي انتشر
    بين صفوفهم وقد سمح أحد ملوكهم وهو أخاب لزوجته بنشر عبادة قومها في بني
    إسرائيل، وكان قومها عباداً للأوثان فشاعت العبادة الوثنية، وعبدوا الصنم
    الذي ذكره القرآن الكريم واسمه (بعل) فأرسل إليهم إلياس عليه السلام الذي
    تحدثنا عن دعوته فما توفي إلياس عليه السلام أوحي الله تعالى إلى أحد
    الأنبياء واسمه اليسع عليه السلام ليقوم في نبي إسرائيل، فيدعوهم إلى
    عبادة الله الواحد القهار.
    وأرجح الآراء إن إلياس هو النبي المسمى إيليا في التوراة
    newlook852002
    newlook852002
    مشرف جديد
    مشرف جديد


    انثى
    عدد الرسائل : 141
    المهنة : طالبة
    الطاقة :
    ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Left_bar_bleue50 / 10050 / 100ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Right_bar_bleue

    تاريخ التسجيل : 08/02/2008

    نار رد: ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام

    مُساهمة من طرف newlook852002 الأربعاء فبراير 27, 2008 3:12 pm

    ][اليسع][®][^][®][

    نبذة:

    من العبدة الأخيار ورد ذكره في التوراة كما ذكر في القرآن مرتين ، ويذكر أنه أقام من الموت إنسانا كمعجزة.

    سيرته:

    من أنبياء الله تعالى، الذين يذكر الحق أسمائهم ويثني عليهم، ولا يحكي قصصهم.. نبي الله تعالى اليسع.
    قال تعالى في سورة (ص): وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الْأَخْيَارِ
    وقال جل جلاله في سورة (الأنعام) : وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ
    جاء في تاريخ الطبري حول ذكر نسبة أنه اليسع بن أخطوب ويقال أنه ابن عم
    إلياس النبي عليهما السلام ، وذكر الحافظ ابن عساكر نسبة على الوجه الآتي:
    اسمه أسباط بن عدي بن شوتلم بن أفرائيم بن يوسف الصديق عليه السلام وهو من
    أنبياء بني إسرائيل، وقد أوجز القرآن الكريم عن حياته فلم يذكر عنها شيئاً
    وإنما اكتفى بعده في مجموعة الرسل الكرام الذي يجب الإيمان بهم تفصيلاً.
    قام بتبليغ الدعوة بعد انتقال إلياس إلى جوار الله فقام يدعو إلى الله
    مستمسكاً بمنهاج نبي الله إلياس وشريعته وقد كثرت في زمانه الأحداث
    والخطايا وكثر الملوك الجبابرة فقتلوا الأنبياء وشردوا المؤمنين فوعظهم
    اليسع وخوفهم من عذاب الله ولكنهم لم يأبهوا بدعوته ثم توفاه الله وسلط
    على بني إسرائيل من يسومهم سوء العذاب كما قص علينا القرآن الكريم. ويذكر
    بعض المؤرخين أن دعوته في مدينة تسعى بانياس إحدى مدن الشام، ولا تزال حتى
    الآن موجودة وهي قريبة من بلدة اللاذقية والله أعلم.
    وأرجح الأقوال أن اليسع هو اليشع الذي تتحدث عنه التوراة.. ويذكر القديس برنابا أنه أقام من الموت إنسانا كمعجزة.

    اليسع وذو الكفل:

    ويروي بعض العلماء قصة حدثت في زمن اليسع عليه السلام.
    فيروى أنه لما كبر اليسع قال لو أني استخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم
    في حياتي حتى أنظر كيف يعمل؟ فجمع الناس فقال: من يتقبل لي بثلاث استخلفه:
    يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب. فقام رجل تزدريه العين، فقال: أنا،
    فقال: أنت تصوم النهار، وتقوم الليل، ولا تغضب؟ قال: نعم. لكن اليسع -عليه
    السلام- ردّ الناس ذلك اليوم دون أن يستخلف أحدا. وفي اليوم التالي خرج
    اليسع -عليه السلام- على قومه وقال مثل ما قال اليوم الأول، فسكت الناس
    وقام ذلك الرجل فقال أنا. فاستخلف اليسع ذلك الرجل.
    فجعل إبليس يقول
    للشياطين: عليكم بفلان، فأعياهم ذلك. فقال دعوني وإياه فأتاه في صورة شيخ
    كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لا ينام الليل والنهار، إلا
    تلك النّومة فدقّ الباب. فقال ذو الكفل: من هذا؟ قال: شيخ كبير مظلوم.
    فقام ذو الكفل ففتح الباب. فبدأ الشيخ يحدّثه عن خصومة بينه وبين قومه،
    وما فعلوه به، وكيف ظلموه، وأخذ يطوّل في الحديث حتى حضر موعد مجلس ذو
    الكفل بين الناس، وذهبت القائلة. فقال ذو الكفل: إذا رحت للمجلس فإنني آخذ
    لك بحقّك.
    فخرج الشيخ وخرج ذو الكفل لمجلسه دون أن ينام. لكن الشيخ لم
    يحضر للمجلس. وانفض المجلس دون أن يحضر الشيخ. وعقد المجلس في اليوم
    التالي، لكن الشيخ لم يحضر أيضا. ولما رجع ذو الكفل لمنزله عند القائلة
    ليضطجع أتاه الشيخ فدق الباب، فقال: من هذا؟ فقال الشيخ الكبير المظلوم.
    ففتح له فقال: ألم أقل لك إذا قعدت فاتني؟ فقال الشيخ: إنهم اخبث قوم إذا
    عرفوا أنك قاعد قالوا لي نحن نعطيك حقك، وإذا قمت جحدوني. فقال ذو الكفل:
    انطلق الآن فإذا رحت مجلسي فأتني.
    ففاتته القائلة، فراح مجلسه وانتظر
    الشيخ فلا يراه وشق عليه النعاس، فقال لبعض أهله: لا تدعنَّ أحداً يقرب
    هذا الباب حتى أنام، فإني قد شق عليّ النوم. فقدم الشيخ، فمنعوه من
    الدخول، فقال: قد أتيته أمس، فذكرت لذي الكفل أمري، فقالوا: لا والله لقد
    أمرنا أن لا ندع أحداً يقربه. فقام الشيخ وتسوّر الحائط ودخل البيت ودق
    الباب من الداخل، فاستيقظ ذو الكفل، وقال لأهله: ألم آمركم ألا يدخل علي
    أحد؟ فقالوا: لم ندع أحدا يقترب، فانظر من أين دخل. فقام ذو الكفل إلى
    الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه؟ وإذا الرجل معه في البيت، فعرفه فقال:
    أَعَدُوَّ اللهِ؟ قال: نعم أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما ترى لأغضبك.
    فسماه الله ذا الكفل لأنه تكفل بأمر فوفى ب
    newlook852002
    newlook852002
    مشرف جديد
    مشرف جديد


    انثى
    عدد الرسائل : 141
    المهنة : طالبة
    الطاقة :
    ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Left_bar_bleue50 / 10050 / 100ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام Right_bar_bleue

    تاريخ التسجيل : 08/02/2008

    نار رد: ثانياً : سيدنا ادريس عليه السلام

    مُساهمة من طرف newlook852002 الأربعاء فبراير 27, 2008 3:14 pm

    تابعونا فلدينا المزيد

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 27, 2024 7:15 am