بسم الله الرحمن الرحيم
نتابع سوياً سلسلة شرح الأحاديث القدسية لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي حيث توقفنا مع الحديث الأول
قال الله في الحديث القدسي :
(( يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا))
نتابع شرح الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله حيث قال :
لماذا ؟
لأن الباطل قد يكون له علو لكن ليس له استقرار ويضرب الحق سبحانه وتعالي لنا مثلاً فيقول :
(( أنزل من السماء ماءً فسالت أودية
بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً ومما يوقدون عليه في النار حلية أو متاع
زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع
الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الأمثال))
إنه سبحانه وتعالي يعطينا من الأمور المحسة ما نستطيع أن نميز من خلاله الأمور المعنوية.
فالحق سبحانه وتعالي ينزل من السماء ماء فيسيل في الأودية
والوادي هو المكان المنحصر بين الجبلين فإذا نزلت الأمطار علي الأعالي
فإنها تنحدر لأسفل وتسيل في الأودية وكل وادي من الوديان يأخذ علي قدر
سعته وباقي المياه يبحث له عن مسلك آخر ولو إلي باطن الأرض .
ويأخذ السيل في طريقه أشياء كثيرة مثل جذور النباتات
وبقايا مما يحمله الهواء والحق سبحانه وتعالي يجعل هذه الأشياء تطفوا علي
السطح لأنها غثاء .
وساعة ما يطفوا الغثاء إياك أن تظن أو تفهم أن ذلك علو وارتفاع إنه علو إلي انتهاء كذلك فورة الباطل .
إياك أن تظن أن الزبد له فائدة أو أن ارتفاع الريم كان علواً علي مافي القدر .
لا إنه تطهير
وعلي هذا فالحركة الحلال لا يكفي فيها أن تتحرك فقط ولكن
يجب أن تنظر إلي شرف الحركة بألا تكون في الباطل لأن الذي يسرق إنما يتحرك
في سرقته ولكن حركته في غير شرف وهي حركة حرام .
إذن كل مسروق نتيجة حركة باطلة وكذلك الغصب والتدليس والغش .......الخ
كل ذلك باطل وكل حركة في غير ما شرع الله باطلة ويقول الحق سبحانه وتعالي :
(( تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلماً للعالمين))
والحق سبحانه وتعالي لا يقول إلا الحق فلا شيء خارج عن ملكه .
وهو سبحانه لا يريد الظلم مطلقاً من نفسه ومنكم أيها
العبيد وللظلم مظاهر كأن تأخذ إنساناً بغير جرم ارتكبه أو أن تعاقب إنسان
فوق الجرم الذي ارتكبه أو ألا تعطي إنساناًفي مستوي إحسانه ((راجع الجزء
الأول))
والظالم يريد بظلمه أن يعود الأمر بالنفع له فقد يلفق إنسان لآخؤ جريمة ليروي حقده مثلاً .
إذن لا يمكن أن يذهب إنسان عن الحق إلي الظلم إلا وهو يريد :
1- تحقيق منفعة لصالحه
2- دفع ضرر عنه
والله سبحانه وتعالي لن يحقق منفعة أو يدفع عن نفسه ضرراً إنه منزه عن ذلك فهو القاهر فوق عباده .
والحق سبحانه وتعالي إذا نظرنا إليه - وهو قوة القوي - إذا أراد أن يظلم - وحاشا لله أن يظلم - فماذا يكون شكل ظلمه ؟
إن الظلم يتناسب مع قوة الظالم فقوة القوي عندما تظلم فإن ظلمها لا يطاق .
ثم لماذا يظلم وماذ يريد أن يأخذ وهو الذي وهب ؟
إنه سبحانه مستغن ولن يأخذ من هذا ليعطي ذاك فكلهم بالنسبة
إليه سواء لأنه سبحانه لم يتخذ صاحبة ولا ولد وكلهم متساوون إن الحق
سبحانه ينفي عن نفسه الظلم في قوله تعالي :
(( وما ربك بظلام للعبيد))
ولم يقل سبحانه : وما ربك بظالم للعبيد ؟
نتابع سوياً سلسلة شرح الأحاديث القدسية لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي حيث توقفنا مع الحديث الأول
قال الله في الحديث القدسي :
(( يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا))
نتابع شرح الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله حيث قال :
لماذا ؟
لأن الباطل قد يكون له علو لكن ليس له استقرار ويضرب الحق سبحانه وتعالي لنا مثلاً فيقول :
(( أنزل من السماء ماءً فسالت أودية
بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً ومما يوقدون عليه في النار حلية أو متاع
زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع
الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الأمثال))
إنه سبحانه وتعالي يعطينا من الأمور المحسة ما نستطيع أن نميز من خلاله الأمور المعنوية.
فالحق سبحانه وتعالي ينزل من السماء ماء فيسيل في الأودية
والوادي هو المكان المنحصر بين الجبلين فإذا نزلت الأمطار علي الأعالي
فإنها تنحدر لأسفل وتسيل في الأودية وكل وادي من الوديان يأخذ علي قدر
سعته وباقي المياه يبحث له عن مسلك آخر ولو إلي باطن الأرض .
ويأخذ السيل في طريقه أشياء كثيرة مثل جذور النباتات
وبقايا مما يحمله الهواء والحق سبحانه وتعالي يجعل هذه الأشياء تطفوا علي
السطح لأنها غثاء .
وساعة ما يطفوا الغثاء إياك أن تظن أو تفهم أن ذلك علو وارتفاع إنه علو إلي انتهاء كذلك فورة الباطل .
إياك أن تظن أن الزبد له فائدة أو أن ارتفاع الريم كان علواً علي مافي القدر .
لا إنه تطهير
وعلي هذا فالحركة الحلال لا يكفي فيها أن تتحرك فقط ولكن
يجب أن تنظر إلي شرف الحركة بألا تكون في الباطل لأن الذي يسرق إنما يتحرك
في سرقته ولكن حركته في غير شرف وهي حركة حرام .
إذن كل مسروق نتيجة حركة باطلة وكذلك الغصب والتدليس والغش .......الخ
كل ذلك باطل وكل حركة في غير ما شرع الله باطلة ويقول الحق سبحانه وتعالي :
(( تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلماً للعالمين))
والحق سبحانه وتعالي لا يقول إلا الحق فلا شيء خارج عن ملكه .
وهو سبحانه لا يريد الظلم مطلقاً من نفسه ومنكم أيها
العبيد وللظلم مظاهر كأن تأخذ إنساناً بغير جرم ارتكبه أو أن تعاقب إنسان
فوق الجرم الذي ارتكبه أو ألا تعطي إنساناًفي مستوي إحسانه ((راجع الجزء
الأول))
والظالم يريد بظلمه أن يعود الأمر بالنفع له فقد يلفق إنسان لآخؤ جريمة ليروي حقده مثلاً .
إذن لا يمكن أن يذهب إنسان عن الحق إلي الظلم إلا وهو يريد :
1- تحقيق منفعة لصالحه
2- دفع ضرر عنه
والله سبحانه وتعالي لن يحقق منفعة أو يدفع عن نفسه ضرراً إنه منزه عن ذلك فهو القاهر فوق عباده .
والحق سبحانه وتعالي إذا نظرنا إليه - وهو قوة القوي - إذا أراد أن يظلم - وحاشا لله أن يظلم - فماذا يكون شكل ظلمه ؟
إن الظلم يتناسب مع قوة الظالم فقوة القوي عندما تظلم فإن ظلمها لا يطاق .
ثم لماذا يظلم وماذ يريد أن يأخذ وهو الذي وهب ؟
إنه سبحانه مستغن ولن يأخذ من هذا ليعطي ذاك فكلهم بالنسبة
إليه سواء لأنه سبحانه لم يتخذ صاحبة ولا ولد وكلهم متساوون إن الحق
سبحانه ينفي عن نفسه الظلم في قوله تعالي :
(( وما ربك بظلام للعبيد))
ولم يقل سبحانه : وما ربك بظالم للعبيد ؟